منتدى صداقة القدسين الجديد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا بك اعضاء وضيوف منتدى صداقة القديسين الجديد


    مذكرات الممسكة فى ذات الفعل.....!!

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 5
    تاريخ التسجيل : 21/02/2009

    مذكرات الممسكة فى ذات الفعل.....!! Empty مذكرات الممسكة فى ذات الفعل.....!!

    مُساهمة  Admin الجمعة فبراير 27, 2009 5:25 am

    مذكرات المرأة الممسكة فى ذات الفعل.....!!




    أنني اذكر المرة الاولى التي التقيت فيها بيسوع ، في وسط عاري وخزيي . حينما أمسكت بالزنى "بذات الفعل" لقد دفعني الجمهور اليه بالأيادي والأرجل، وكانوا يصرخون بما يوقعه ناموس موسى من عقاب على من يقترفون جريمة الزنى: ألا وهو الرجم بالحجارة حتى الموت . لم يكن يهمني كثيراً لو قتلوني . كانوا أشبه بمجموعة من الذئاب الجائعة وهي تنقض على فرسيتها .
    وهكذا ، ساقوني الى هذا النبي القدوس ليحاكمني . أن مجرد التفكير بذلك يقلب معدتي ... ها رجل متكبّر ، متغطرس ببره الذاتي ، يشير إليَّ باصبع الإدانة . كل هذه التصورات جعلتني أكره هذا الذي يدعونه يسوع حتى قبل أن أراه.
    كنت قد سمعت الكثير عن هذا الرجل ، يسوع ، لقد اتهمه الكثيرون من الناس بانه ليس اكثر من مختل يحسب نفسه مساوياً لله . حتى اني سمعت أحدهم يصفه بأنه مُضِلْ ولكن ...
    رأيت أتباعه . شاهدتهم عن بعد . لم يكونوا مثل الفريسيين بالمرة ، ولا كغيرهم من الزعماء الدينيين ، لقد كان ثمة شيء ما يُميّزهم عن سواهم في تصرفاتهم ومعاملاتهم بعضهم لبعض . كان الإرتياح والقناعة باديين على ملامحهم . لم أراقبهم كفاية على أي حال ، ربما لأني كنت خائفة ، ولم أكن راغبة في ان ينتبهوا الى وجودي ، وشعرت بالإرتباك حينما كانوا على مقربة مني . هذا بالإضافة على تضارب الأراء التي سمعتها عن يسوع . في الحقيقية لم يكن يهمني أمره ومن هو . فماذا كان يعني مثل هذا بالنسبة لي ؟
    وها انا حيث انا ، لقد حسبت انه ما من جواب لأي من تساؤلاتي التي تملأ قلبي . لقد كنت مستعبدة مكبلة بالأغلال لسنوات عديدة . وشعور الفراغ والوحدة تكاثر وتراكم علي مر السنين . لقد أدانني الناس بسبب أعمالي إلا أنني أدنت نفسي أكثر منهم .
    صرخوا عليَّ وركلوني ودفعوني ، وأصواتهم القوية المتعالية صمّت أذناي ، وانتابني شعور بأني واقع في شرك الغم والحزن العميق .
    ها هو الحاكم ، يسوع الذي سيصدر حكم ادانتي . لقد هدأ ضجيج الشعب بعض الشيء ، ثم تكلم أحدهم واصفاً ليسوع ما اقترفت . وبلهجة النصر والإستعلاء سأل يسوع عمّا يجب ان يُفعل بي . ويظهر انه كان متأكدا من الجواب الذي توقع سماعه . وكانت نظراتي الى هذه اللحظة منكسة نحو الأرض . وانا مرتعبة ومتعبة منهكة القوى ، وسيطر الهدوء بصمت رهيب متوتر على المشتكين من صدوقيين وفريسيين وعامة الذين ساقوني بعجرفة واحتقار الى هذا المأزق وهذه المحكمة . وهنا تجرأت على رفع وجهي قليلاً لأنظر الى يسوع .
    يسوع هذا ، لم يكن فيه شيء من الذي توقعته ، وما الذي رأيته في وجه أتباعه إلا انعكاساً طفيفياً لشخصية هذا الرجل ! وبينما المشتكون عليَّ ينتظرون جواباً ، انحنى يسوع وكأنه يفكر بشيء ما لا يمت الى مسألتي بصلة ، وأخذ يكتب على الأرض .
    استمر جو الهدوء ، بعد لحظات من الصمت ، توقف السيد عن الكتابة على الأرض وانتصب موجها بصره نحونا جميعاً . متكلماً بتواضع وهدوء عجيبين ، حتى تردد صدى كلماته في ذهني وجلجل في كياني : من منكم بلا خطية ، فليرمها أولاً بحجر.
    وبعد ان نطق بهذا انحنى ثانية وتابع الكتابة ، وكان يعلم ماذا سيحدث بعدئذٍ . تجمّدت وتهت في زحمة الأفكار التي هاجمتني فجأة ، كنت غير مصدّقة لما أرى ولما يحدث أمامي وحولي عندما رأيت المشتكين ينسحبون الواحد تلو الاخر ، من الكبار الى الصغار ... ولما ذهبوا بدأت ادرك ما جرى ، لقد فهمت .
    ولما لم يبقَ احد منهم ، توقف يسوع عن الكتابة وانتصب قائماً . ونظر اليَّ ، انطبعت تلك النظرة في أعماقي وفي قلبي ، حتى انني لن انسى التعابير الواضحة في ملامح وجهه الحنون عندما سألني : "أين هم المشتكون عليك ؟ ألم يدينك أحد ؟ "
    كلا يا رب ! لم يبقّ أحد منهم ليدينني .
    "ولا انا أدينك قال يسوع ، اذهبي ولا تخطئي فيما بعد !"
    يسوع ابن الله الحي نظر الى أفق أبعد من آفاق الظلمة والخطية التي كبلت روحي واستعبدتني ، لقد أحبني وأكثر من هذا أحب الذين اشتكوا عليَّ ايضاً .
    يسوع ، بغنى نعمته ، وصل اليَّ انا ، ولمسني برأفته. ومن تلك اللحظة علمت بانني قد تغيّرت ولم أعد كما كنت ، بغفرانه هذا حصلت على حياة جديدة
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 4:16 am